موسيقى آلات مصنوعة من النفايات تملأ أرجاء قصر «لانكستر هاوس» في لندن

موسيقى آلات مصنوعة من النفايات تملأ أرجاء قصر «لانكستر هاوس» في لندن
قصر "لانكستر هاوس" العريق في لندن

شهد قصر "لانكستر هاوس" العريق في لندن، مساء الأحد، حفلاً موسيقياً فريداً من نوعه، حيث عزفت أوركسترا شبابية من باراغواي باستخدام آلات موسيقية مصنوعة بالكامل من نفايات معاد تدويرها.

وتألق لوكاس كانتيرو، الشاب البالغ من العمر 16 عاماً، على طبلته المصنوعة من بقايا مهملة، في عرض حمل رسالة إبداعية للعالم، وفقا لتقرير نشرته اليوم الاربعاء وكالة “فرانس برس”.

قال لوكاس خلال الحفل، الذي حضره نحو 200 شخصية بارزة، بينهم دبلوماسيون وبرلمانيون ورجال أعمال: "لم أتصور يوماً أن الموسيقى يمكن أن تُخلق من مواد مثل الخشب المكسور وأفلام الأشعة السينية".

آلات موسيقية من بقايا الحياة 

قدّمت الفرقة عروضاً مبهرة باستخدام آلات غير تقليدية، مثل الكمان والغيتار والفلوت، المصنوعة من غالونات الوقود، وصناديق الفاكهة، وخراطيم المياه. 

وتنوعت المقطوعات الموسيقية التي قدمتها بين ألحان موزارت وأغنيات لفرق عالمية مثل "كولد بلاي" و"بيتلز"، ما أثار إعجاب الحاضرين بروعة الأداء وبراعة الابتكار.

وأوضح قائد الأوركسترا فافيو تشافيز، البالغ من العمر 49 عاماً، أن فكرة إنشاء الفرقة جاءت كوسيلة لإظهار موهبة شباب كاتيورا، وهي منطقة مجاورة لمكب النفايات الرئيسي في العاصمة أسونسيون.

وقال تشافيز: "أردنا أن نثبت أن النفايات يمكن أن تتحول إلى موسيقى نابضة بالحياة، وأن هؤلاء الشباب قادرون على تحويل واقعهم الصعب إلى مصدر للإلهام".

البداية من مكب النفايات 

أطلق تشافيز المشروع قبل 18 عاماً أثناء عمله كفني مختص بمعالجة النفايات في كاتيورا، وبدأ بتدريس الموسيقى للأطفال بشكل عفوي، ساعياً لإبعادهم عن مخاطر العنف التي تحيط بهم في المنطقة.

وأضاف وليام ويلسون لوبيز، أحد أعضاء الفريق والمشرف على صناعة الآلات الوترية: "لقد صُنعت كمانتي الأجهر من برميل نفط قديم وأجزاء من سرير مهمل وفرشاة أحذية"، وشارك لوبيز مع فريقه في تصنيع آلات عزف تُستخدم اليوم في الحفلات الموسيقية.

وتأسست الأوركسترا في عام 2007، وتضم الآن 60 عضواً قدموا عروضاً موسيقية في أكثر من 50 دولة حول العالم، كما ساعد المشروع في تدريب نحو 450 طفلاً في مدرسة موسيقية تهدف إلى إعداد الجيل الجديد من العازفين. 

شهرة عالمية 

أسهم الفيلم الوثائقي الأميركي "لاندفيل هارمونيك"، الذي أُنتج عام 2014، في تسليط الضوء على قصة الأوركسترا، مما أكسبها شهرة عالمية وأتاح لها فرصة التعاون مع فرق موسيقية شهيرة مثل "ميتاليكا" و"ميغاديث".

وقال تشافيز: "إن الاهتمام العالمي بفكرة المشروع شجّعنا على الاستمرار في تطوير الأداء والعمل مع موسيقيين عالميين"، لكنه فضّل عدم الكشف عن خطط التعاون المستقبلية.

اعتمدت الفرقة على عائدات حفلاتها الموسيقية لدعم سكان كاتيورا، ما جعل المشروع نموذجاً للمبادرات الاجتماعية التي تجمع بين الفن والتنمية المجتمعية.

أضاف لوكاس كانتيرو: "لم أكن أعرف شيئاً عن الموسيقى عندما بدأت. لكنني تلقيت تدريبات يومية مكثفة لمدة ست ساعات، وبعد أربعة أشهر فقط قدمت أول حفل موسيقي لي".

بهذه الأنغام التي خرجت من رحم النفايات، أثبتت أوركسترا كاتيورا أن الموسيقى ليست فقط فناً، بل أداة قادرة على تغيير حياة المجتمعات وإعادة تعريف المستحيل. 




ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية